لماذا نشعر بالألم ؟

هل الألم ضروري للبقاء على قيد الحياة ؟

نحن البشر نحاول ان نبذل مجهود كبير جدا لتجنب الألم ، فنتراجع على الفور عند لمس شيء حاد جدًا أو ساخن جدًا حتى لا نشعر بالألم ونؤذي أنفسنا ، والألم لا يتقصر نحو الألم الجسدي فقط فهناك أيضا الألم النفسي الذي يجعلنا معرضون لأمراض كثيرة تجعل من عمرنا أقصر في الحياة ، ولكن لماذا نتكبد عناء كل هذا ونشعر بالألم رغم انه يمكننا ان نعيش حياتنا بدون ألم ، فتخيل معي انك تقوم بإعداد الطعام ووضعت يدك على النار من دون استعياب أو قصد وظلت بمكانها حوالي 35 ثانية دون أن تشعر بأي ألم وعندما تلاحظ تقوم بتغير مكانها فقط والامر يكون بهذه السهولة في باقي الأشياء ، في هذا المقال سنجاوب على هذا السؤال المحير ، أي بمعنى أخر لماذا تجربة الألم تؤلم؟

في البداية يجب أن نعرف ” ماهو الألم ” ؟

جاءت إجابة المجتمع الطبي على هذا السؤال من خلال اعتبار الألم نوع من آليات الإنذار. فالألم هو إشارة إلى تلف في أنسجة الجسم، أو علامة على اضطراب التوازن الداخلي (توازن الظروف الداخلية في الجسم).

ويُغطي جسم الإنسان العديد من مستقبلات الألم والخلايا العصبية الحسية التي تلتقط التحفيز الكيميائي والميكانيكي والحراري في بيئتنا المحيطة. لذلك عندما تكتشف مستقبلات الألم ظروفًا يمكن أن تُسبب ضررًا، تنتقل الإشارة على طول الألياف العصبية عبر الحبل الشوكي إلى الدماغ.

نظريات العلماء عن الألم

ويلجأ العلماء في تفسير الإفراط في الألم على مبدأ كاشف الدخان، حيث أن من خلال وجود الدخان يمكن معرفة أن منزل الشخص يحترق، أو في هذه الحالة معرفة أن جسمك يعاني من ضرر، ومن الواضح أنه مفيد لبقائك ولياقتك في النهاية.

حيث يمكنك اتخاذ إجراءات لتجنب المزيد من الضرر. ويستمد هذا المفهوم للألم من منظور تجربتنا الذاتية للألم كتكيف يفيد بقاءنا.

هل تشعر أنظمة الذكاء الصناعي بالألم؟

وعلى الجانب الآخر، في أنظمة الذكاء الاصطناعي (AI) مثل السيارات ذاتية القيادة، يتم استخدام وظيفة الابتعاد عن أي شيء قد يسبب ضررًا للنظام، وهذا كافٍ لأن تحمي أنظمة الذكاء الاصطناعي نفسها بشكل مناسب من الضرر، ولا تترك مجالًا للتأثير (المشاعر التي يمكن تقديرها بشكل سلبي أو إيجابي) في تحفيز سلوكها .

آلية عمل الألم

إذن، كيف تلعب الإشارات دورًا في عملية الشعور بالألم؟ لنفترض أنك تعرضت للدغة نحلة. ترسل مستقبلات الألم في الجلد المعلومات الحسية عبر الألياف العصبية إلى الدماغ. مما يدفع خلايا الدماغ لمحاولة السيطرة على السلوك عن طريق اتخاذ رد فعل مناسب إما بضرب النحلة بعيدًا أو قد يكون عدم فعل شيئ هو رد فعلك. ويعتمد هذا على النهايات العصبية التي تقوم بإرسال الإشارات العصبية للعضلات مما يساهم في القرار النهائي.

وتعد تجربة الألم، بموجب هذه النظرية (نظرية إيدلمان وزملائه)، هي دفع تكلفة المنافسة بين النهايات العصبية الذين يتنافسون على السيطرة.

أهمية الشعور بالألم

بالنسبة للأفراد الذين لديهم حساسية مكتسبة أو طبيعية للألم، يمكن أن تكون النتائج قاتلة، حيث يمكن تراكم تلف الأنسجة والمخاطر الصحية الأخرى التي تسبب مشاكل خطيرة مدى الحياة. لذا ومن الواضح أن مشاعر الألم لها دور في الحفاظ على حياتنا بشكل عام.

غالبًا ما يُنظر إلى الألم ، كما يحدث في حياتنا اليومية ، على أنه مشكلة ويجب قمعه والتغلب عليه. في الحقيقة، الألم هو عادة جزء من الحل، شر لا بد منه والذي يضمن لنا الحفاظ على أجسادنا الثمينة، والتصرف بطرق مناسبة.

Exit mobile version