كانت حياة مغنية البوب الأمريكية المشهورة، بما فيها كل القرارات المتعلقة بعملها، أموالها، وحتى حياتها الشخصية في يد والدها (الوصي الشرعي عليها) بقرار من المحكمة منذ عام 2008،وذلك بعد أن عانت من انهيار عصبي ومشاكل تتعلق بصحتها النفسية والعقلية أمام العامة إثر خلافات شخصية صعبة كانت تمر بها آنذاك.
وقد اتخذ نضال المغنية في سبيل استعادة حريتها أشكالاً عدة على مر السنين، لكن أكثرها وقعاً وتأثيراً حدث في العام الحالي، بعد صدور الفيلم الوثائقي الذي تمكن من جذب انتباه وتعاطف العامة لما يحدث مع بريتني، ليكتسح فيما بعد شعار Free Britney مواقع التواصل الاجتماعي، إثر استخدامه من قبل ملايين المعجبين، وحتى المشاهير حول العالم!
وسنلخص لكم الآن تاريخ نضال بريتني سبيرز الممتد على مدى 13 عاماً إلى اليوم في سبيل الظفر بحريتها!
أولاً: ما هي الوصاية؟ وما هي دواعيها؟
الوصاية هي وكالة تكفلها المحكمة، ويخضع لها الأشخاص غير القادرين على اتخاذ القرارات العقلانية فيما يتعلق بثروتهم، حياتهم الشخصية، المسائل القانونية… ففي حالة بريتني، جاءت الوصاية نتيجة للتصرفات “المقلقة” -كما وُصفت- التي قامت بها عام 2007 بعد طلاقها من زوجها السابق Kevin Federline، وخسارتها لوصاية ولديها.
فقد بدأت صورها تتصدر الصحف والمجلات وهي تقوم بحلاقة كامل شعر رأسها أمام الكاميرا، والهجوم على سيارة أحد مصوّري الباباراتزي بعدة ضربات مستخدمة مظلة.. هذه التصرفات جعلتها تبدو بمظهر “المجنونة” أمام العامة،في الحين الذي كانت فيه تعاني فيه من ألم خسارة ولديها!
وفي عام 2008، تم تكبيلها من قبل الشرطة، وإرغامها على الدخول لمستشفى للأمراض العقلية، ﻷنها رفضت تسليم ولديها لوالدهما، وذلك بعد انتهاء زيارتهما القصيرة لها. ومن بعد هذه الحادثة، تم منح زوج بريتني السابق الوصاية الكاملة على الطفلين، ومنعت بريتني من رؤيتهما بعدها.
ثانياً: توكيل الوصاية لوالد بريتني Jamie:
بعد تلك الحوادث السالف ذكرها، قام والد بريتني “جايمي” بالتقدم بطلب للمحكمة، ليضع ابنته تحت وصايته “المؤقتة“، واستلام زمام الأمور فيما يتعلق بالقرارات حول ممتلكاتها وحياتها، لكن تلك الوصاية ظلت تتمدد إلى أجل غير مسمى منذ ذلك الوقت.
وعلى الرغم من أنها غير قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، ظلت بريتني مستمرة بإصدار الألبومات والخروج بجولات موسيقية، بناء على رغبة والدها.
بالإضافة لذلك، قام جايمي بالتخلص من كل الأشخاص المقربين من ابنته، وطرد معظم من كانوا يعملون معها، واستبدالهم بأناس من اختياره.
“أذكر قوله: أي شخص يحاول الوصول إليها والعمل ﻷجلها، عليه أن يأخذ موافقتي من الآن فصاعداً”، تقول مدبرة المنزل التي كانت تعمل لصالح المغنية، إلى حين قيام والدها بطردها!
ثالثاً: ما هي حملة Free Britney؟
على الرغم من أن بداية الحملة تعود لعام 2009، إلا أنها لم تنضج وتتضح معالمها إلى عام 2019، بعد أن لاحظ معجبو بريتني انقطاع أخبارها عن وسائل التواصل، واكتشافهم أنها تقيم في مشفى للأمراض العقلية منذ أشهر، إذ نجحت الحملة بضغط منها وباستغلال اضطراب وضع والد بريتني صحياً (بعد خضوعه لجراحة إسعافية)، في جعله يتخذ قراراً بالتنحي من الوصاية على الأمور الشخصية، وتوكيل شخصاً بديلاً في مكانه بشكل مؤقت، لكنه بقي وصيها القانوني في المسائل المادية.
إيماناً منهم بأن بريتني مجبرة على الخضوع لسلطة والدها، قام المعجبون بتجميع عرائض عليها عشرات آلاف التواقيع، وتجمهروا أمام البيت الأبيض، مطالبين بتحرير فنانتهم المفضلة.
رابعاً: نجاح الوثائقي Framing Britney Spears في إحياء حملة تحرير بريتني، وتسليط المزيد من الضوء عليها!
أعاد الفيلم الذي صدر في شهر فبراير من العام الحالي فتح الدفاتر القديمة، وروى قصة بريتني منذ بداية مسيرتها في الـ 16 فقط من عمرها، وإلى اليوم، بما في ذلك الخفايا فيما يتعلق بالوصاية، ومعاناتها عبر السنين.. باستخدام مجموعة مقاطع فيديوهات قديمة للمغنية، وبمشاركة العديد من أصدقائها، ونجح في بلوغ هدفه بجذب انتباه الناس لقضية بريتني، ونيل دعم عشرات المشاهير لها.
في حين صرحت بريتني في شهر مارس، أن الوثائقي كان قاسياً عليها، ولم تستطع إكماله للنهاية، ﻷنه ذكرها بالماضي المؤلم!
خامساً: مثول بريتني أمام المحكمة، ونيلها فرصة الحديث نيابة عن نفسها:
في الـ 23 من شهر يونيو هذا العام، تمكنت بريتني، لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات، من رواية قصتها بشكل مباشر للمحكمة في جلسة استماع مؤثرة، كشفت فيها ممارسات والدها الوحشية عليها، من قيامه بوضعها تحت تأثير الليثيوم (دواء نفسي ذو تأثير قوي) حتى تظهر وكأنها مريضة أمام المقيّم النفسي، وبعد أن تأتي نتيجة التقييم سلبية، يقوم بإرسالها من جديد للمشفى، وهناك تكون مجبرة على حضور 10 ساعات من إعادة التأهيل يومياً، وإذا لم تتعاون، لن تتمكن من رؤية ولديها أو حبيبها.. وأضافت أيضاً أنها غير قادرة على الزواج وإنجاب الأولاد بسبب وجود لولب مزروع في رحمها IUD، ووالدها لا يأذن لها بالذهاب للطبيب كي تقوم بإخراجه!
في الـ 14 من شهر يوليو هذا العام، مثلت بريتني أمام المحكمة لمرة ثانية، وقالت بأنها مستعدة لمقاضاة أبيها بتهمة إساءة استخدام الوصاية الموكلة إليه، والتلاعب بحياتها وثروتها، بالإضافة لكل الأذى النفسي والجسدي الذي تعرضت له على مدى الـ 13 عاماً!
سادساً:والد بريتني يوافق على التنازل من الوصاية أخيراً:
مؤخراً، وفي الـ 12 من شهر أغسطس الماضي، وافق والد بريتني على التنازل عن الوصاية على ابنته، وصرّح أنه على استعداد للتعاون مع المحكمة لإتمام إجراءات انتقال الولاية، لكنه لم يحدد موعداً معيناً لذلك، فقد جاء في ملف المحاكمة أن “جايمي” لديه بعض الأعمال العالقة لينهيها، ومن ثم سيكون مستعداً للتفاوض في موضوع التنازل!