“مهران كريمي ناصري” مواطن مطار شارل ديغول

ملهم فكرة فيلم The Terminal من تجسيد الاسطورة توم هانكس

والذي قضى ثمانية عشر عامًا من عمره محجوز بصالة الترانزيت بعد ان اضاع حقيبة يده التي تحتوي علي جميع اوراق الثبوتيه

مهران ناصري مواطن ايراني ولد عام 1945 درس الاقتصاد ببريطانيا، في شبابه شارك بالمظاهرات الطلابيه بايران ضد قانون صدر من جامعة طهران، واثناء اقامته بالمملكه المتحده شارك في مظاهره ضد شاه ايران ان ذاك محمد رضا بهلوى سنه 1974.

وبعدها بعدة اشهر قرر العوده الي ايران وعند وصوله اخذ مباشرة الي سجن ايفين من قبل الشرطه السريه الايرانيه و سجن و عذب لمدة اربعة اشهر و بعدها تم نفيه خارج البلاد

بدأت رحلة مهران للحصول علي اللجوء السياسي لاحدى الدول الاوروبيه و رفضت كلا من المانيا و هولندا و فرنسا و ايطاليا طلبه، بعدها تقدم بطلب هجره الي المملكه المتحده رفض ايضا و منع من دخول البلاد نظرا لدراسته فيها و اتقانه اللغه الانجليزيه بطلاقه، خرج من بلجيكا الي فرنسا متوجها الي مطار شارل ديغول ثم اقلعت رحلته الي لندن و عند وصوله اكتشف انه اضاع حقيبته التي تحتوي علي اوراق الثبوتيه. و عليه قرر مسئولي المطار ارجاعه الي نفس المطار الذي جاء منه و عند عودته لباريس و شرحه الموقف لسلطات المطار رفضوان ادخاله البلاد، واحالوه الانتظار في صالة الترانزيت رقم 1 بالمطار حتي يبت في امره

انتظر مهران في الصاله ساعات ثم ايام و لا يجد رد من سلطات المطار التي لا تعرف كيف تتعامل معه خصوصا انه في البداية كان قد دخل البلاد بشكل شرعي، مرت الايام و الاشهر علي مهران و هو ينام علي كراسي المطار و يتغذى علي ما يتركه المسافرون من طعام، وبمرور الوقت تأقلم مهران علي حياة المطار و تعاطف معه العاملون بالمطار فجهزوا له زاويه في المطار و اريكه و اعتاد عمال النظافه علي غسل ثيابه، و مرت سنوات الانتظار علي مهران و هو علي نفس الحال

كان يستيقظ في الخامسه صباحا ليغتسل في حمامات المطار و يقضي حياته اليوميه في قراءة الكتب و سماع المذياع و كتابة مذكراته اليوميه و المواقف التي يواجهها، وبعد مرور 12 عاما حبيس المطار و صل اليه كاتب بريطاني و اخذ منه المذكرات التي اصبحت فيما بعد كتاب The Terminal Man

بمرور الوقت بدأ ينسى نفسه و كان يقدم نفسه بالسير الفريد و انكاره لاصله الايراني بالاضافة الي ادعائه بانه لا يتحدث الفارسيه و هذا ما يشير الى اضطرابات نفسيه و الحاله البائسه التي يعيشها، وفي اغسطس 2006 اي بعد انقضاء 18 عاما تم نقل مهران الي المستشفى بعد ان ساءت حالته الصحيه، حتي تبنت قضيته احدي المنظمات الحقوقيه سمحت له السلطات الفرنسيه بالعيش في ماوى للاحئين داخل باريس حتي يومنا هذا

هل هناك اغلي من العمر حتي يضيع من عمرك 18 عاما مقابل ضياع بعد الاوراق

Exit mobile version