عند تحديد سبب شعبية الفرقة الأسطورية Queen فهل هو الصوت الرائع؟ أم الحضور المسرحي المذهل ؟ أم هو التنوع والإبداع الموسيقى؟ الحقيقة أن كل تلك الاسباب مجتمعة كانت مؤهلات لجعل الغرقة أحد أكثر الفرق شعبية على الإطلاق
بداية الفرقة وتكوينها:
إن Queen فرقة إنجليزية ترجع بداياتها لفرقة ثلاثية مكونة في ١٩٦٨ من عازف الجيتار “براين ماى”، و عازف الطبول “روجر تايلور”، و مغني و عازف بيس جيتار يدعى “تيم ستافل” و سميت الفرقة Smile. ولكن في ١٩٧٠ ترك “ستافل” الفرقة و حل محله صديقهم “فريدي ميركري” كمغني وعازف بيانو، ثم “جون ديكون” كعازف بيس جيتار، مع مشاركتهم جميعا في كتابة الأغاني و تسمية الفرقة Queen
أول مراحل و أعمال الفرقة:
قامت الفرقة بأول عروضها ليظهر تميز “فريدي” بصوته الجبار و القوي ذي النبرة المميزة، و كذلك كاريزمته القوية و استعراضه النشيط على المسرح، كما أنه هو من قام بتصميم شعار الفرقة. وفي ١٩٧٣ أصدرت الفرقة أول ألبوماتها و تمت تسميته بQueen، و رغم أن نجاحه كان متواضعا إلا أنه أثار إعجاب النقاد و فتح باب الشهرة التي بدأت تزداد تدريجيا مع ألبوماتها التالية.
أبرز ألبومات الفرقة:
Sheer Heart Attack صدر في ١٩٧٤، و هو الألبوم الثالث ويعد أول ألبوم لهم يحقق شهرة عالمية حيث حقق نجاحا قويا في أمريكا و تضمن أغاني أقل اتجاها لنوعية البروجريسيف روك و أكثر قابلية للجماهير.
A Night At The Opera صدر في ١٩٧٥، و هو الألبوم الرابع الذي يوضح مدى العبقرية الفنية للفرقة حيث تم مزج عناصر الروك بالأوبرا في خليط غريب ومميز، و هو ما يتضح في اغنية Bohemian Rhapsody التي كتبها “فريدي” متاثرا بثقافات مختلفة، كما أظهر مدى عمق كلمات أعضاء الفرقة و تناغم أصواتهم، وبالتالي يعد من أعظم الألبومات على الإطلاق.
News Of The World صدر في ١٩٧٧ هو ألبومهم السادس و هنا اهتمت الفرقة بنوع ال”أرينا روك” و الذي يشجع على مشاركة الجماهير و تفاعلهم مثل We Will Rock You وWe Are The Champions واللتان تعدان إلى الآن من الأغاني المرتبطة بالرياضة و التي يفضل الجماهير غنائها.
The Game صدر في ١٩٨٠ و هو الألبوم الثامن الذي تضمن استخدام آلات موسيقية جديدة و يعتبر أشهر ألبوم للفرقة في أمريكا.
The Works صدر في ١٩٨٤ و يعد أحد أشهر ألبوماتهم في الثمانينات، ولكن قناة إم تي في منعت عرض فيديو أغنية I Want To Break Free لارتداء الفرقة ملابس سيدات فيه، فتوقفت عن إقامة حفلات في أمريكا.
تفوق الفرق في الحفلات و صنعهم التاريخ في Live Aid 1985:
بالنسبة للحفلات قامت الفرقة بالعديد من جولات الحفلات و منها ما حقق رقما قياسيا في أعداد الحضور بسبب براعة فريدي على المسرح، و ذلك ما أكده الأداء العظيم للفرقة الذي يعد اعظم أداء في عالم الروك في حفلة Live Aid 1985. كانت أكثر لحظة خالدة في تاريخ الفرقة حين قامت بأدائها في تلك الحفلة، حيث رغم تضمن الفرقة لعشرات الاساطير مثل “ليد زبلين” و “بلاك سابث” و “إلتون جون” و “دافيد بووي” و العديد غيرهم إلا أن ال٢٠ دقيقة التي أدتها الفرقة هي الحدث الأهم في الحفل حيث انبهر الجميع بما فيهم أعضاء الفرقة بروعة أداء “فريدي”
مسيرة فريدي الفردية:
في نفس العام ١٩٨٥ قام “فريدي” بإصدار أول ألبوم منفرد له باسم Mr. Bad Guy و أتبعه بألبوم آخر أوبرالي في ١٩٨٨ باسم Barcelona، ولكن على الرغم من إعجاب النقاد بهما إلا أنهما لم يحققا نجاحا تجاريا، فبالرغم من أن “فريدي” اعتبره الكثيرون مصدر قوة الفرقة إلا أن في الحقيقة تعاون الفرقة مع “فريدي”يبرز موهبته وعظمته بشكل أكبر، فأعضاء الفرقة كلهم متكاملون بحيث لا يمكن أن يستغى بعضهم عن بعض.
تدهور صحة “فريدي ميركري” ووفاته:
كانت آخر جولة حفلات للفرقة في حياة “فريدي” في ١٩٨٦، حيث تم تشخيص إصابته بالإيدز في ١٩٨٧ و هو ما ظهر على شكله أمام العامة، و تكهن الإعلام بمرضه لكن “فريدي” أنكر إصابته بأي مرض حتى قبل وفاته بوقت قليل حيث أبقى الأمر سرا مع أقرب الاشخاص له فقط.
بالرغم من سوء حالة “فريدي” تدريجيا إلا ان ذلك لم يمنعه من استكمال عمله بل بالعكس دفعه لتسجيل أغاني أكثر ليترك أكبر إرث ممكن. و قد قام “فريدي” بآخر ظهور له للعامة في ١٩٩٠ حين استلام الفرقة لجائزتهم من Brit Awards، و قام بآخر ظهور له أمام الكاميرا في فيديو أغنية These Are The Days Of Our Lives. و صدر في ١٩٩١ آخر البوم للفرقة في حياة “فريدي” باسم Innuendo و الذي تضمن بعضا من أكثر أغانيهم المؤثرة حيث انعكس عليها تأثير الحالة الصحية ل”فريدي” الذي توفي في نوفمبر ١٩٩١.
تكريم ذكرى “فريدي ميركري”:
في عام ١٩٩٢ تم عمل حفل تكريم ل”فريدي” شارك فيه العديد من الاساطير، و من حينها اصبحت الفرقة ناشطة في الأعمال الخيرية المكافحة لمرض الإيدز. و في ١٩٩٥ أصدرت الفرقة ألبوم من أغاني جديدة سجلوها مع “فريدي” قبل وفاته، و في ١٩٩٧ قرر ديكون الاعتزال و ترك الفرقة في حين اتفق “ماي” و “تايلور” على الاستمرار.
استمرار الفرقة رغم خسارتها:
في العديد من المناسبات قامت الفرقة بالتعاون مع ضيف للغناء معهم فتعاونوا مع مغني يدعى بول رودجرز تحت اسم Queen + Paul Rodgers ليقوموا بجولتي حفلات وإصدار ألبوم جديد في ٢٠٠٨ و كان ذلك آخر تعاون بينهم.
قامت الفرقة بالتعرف على المغني الشاب “آدم لامبرت” أثناء مشاركته في برنامج American Idol و بعدها دعته للتعاون معها في الحفلات، وبسبب اقتناعهم بأداء آدم استمر هذا التعاون حتى الآن حيث قاموا بخمس جولات حفلات حتى الآن.
قد يرى البعض أن وفاة “فريدي ميركري” كانت نهاية إبداع Queen و قد يكون في ذلك شى من الصحة، لكن الجانب المشرق أن رغبة “فريدي” في ترك إرث موسيقي عملاق قد تحققت و أن صورته كأحد أعظم من حملوا المايكروفون حاضرة باستمرار في أذهاننا