لماذا رافق لقب “ملكة السوداوية” المغنية “لانا ديل ري” خلال مسيرتها؟

"السوداوية" في أغاني "لانا ديل ري"... أصلها وتاريخها!

عندما تستمع لأغانيها لن تستطيع أن تقاوم الوقوع أسيراً بسحر صوتها و كلماتها، ستشعر بشيء ما يجذبك و يسحبك لتغرق في عالم من الأحلام بالأبيض و الأسود، وكأنك تعيش بنفسك دور بطولة فيلم سينمائي من الستينيات…

إنها المغنية، كاتبة الأغاني، والشاعرة “إليزابيث وولريدج غرانت”، المعروفة فنياً باسم Lana Del Rey، الفنانة التي لن تستطيع تقدير فنها و ما تقدّمه ما لم تكن تمتلك أنت أيضاً تلك النزعة السوداوية الحالمة بداخلك.
و هذا ما سنتناوله في هذا المقال.. السوداوية، التراجيدية و النشوة في صوت لانا ومواضيعها و كيف أصبح الطابع الهوليوودي السينمائي في أغانيها رمزاً و وسماً خاصاً بها و بمعجبيها، و مصدر إلهام للعديد من المغنيين الذين جاؤوا بعدها…

الطفولة والنشأة

حتى نستطيع أن نفسّر ما سبق لا بد أن نعود بالماضي قليلاً للوراء، إلى طفولة لانا تحديداً.. ولدت لانا و ترعرعت في أسرة متدينة مؤمنة، درست المرحلة الابتدائية في مدرسة كاثوليكية، و منذ طفولتها كانت جزءاً من كورال الكنيسة، و لكنها على خلاف غيرها من الأولاد في سنها كانت شخصاً غير اجتماعيٍّ.. لم يرغب أحدٌ بمصادقتها و كانت تجد صعوبة في إقامة علاقات مع الناس من حولها، حتى أنها عانت من إدمان الكحول في الـ 15 فقط من عمرها! مما دفع أهلها لإرسالها إلى مدرسة تأهيلية خاصة كي تشفى منه.

في الحين الذي كانت تفكر فيه الفتيات من عمرها بالدمى المحشوة و الأحلام الوردية و الشبان الظريفين، كانت تملأ عقل لانا أفكارٌ فلسفيةٌ تتعلق بالموت و الحياة، وكان لذلك تأثيراً سلبياً على مشاعر القلق و الوحدة لديها..

مرحلة الدراسة الجامعية

بعمر ال 19 جاء قبولها بجامعة ‘فوردهام’ بنيويورك، وهناك تخصّصت في الفلسفة و تحديداً العلوم الماورائية أو الميتافيزيقيا، وعن رغبتها بدراسة هذا الفرع تحديداً قالت لانا إن هذا العلم ساعدها كثيراً في بناء جسر يصل بين العالم المادي والعالم المعنوي أو الروحاني في عقلها!

“لقد كنت مهتمة جداً بدراسة كيف أن التكنولوجيا بإمكانها مساعدتنا في التقرب من الله و معرفة من أين أتينا و لماذا..”

دخول عالم الموسيقى وبداية الشهرة

أما عن اختيارها دخول عالم الموسيقى و الغناء، فعزلتها و وحدتها كان لها الفضل الأكبر بذلك.. قالت لانا إنها تريد أن تكون جزءاً من صف النخبة من المغنيين، و أن تلتقي و تصاحب أناساً كثيرين، و تكوّن مجتمعاً حولها كما كانوا يفعلون في الستينيات.

و عن حبّها لتلك الفترة بالخصوص (فترة الخمسينات و الستينات) صرّحت لانا أنها تشعر وكأنها تنتمي لتلك الفترة الزمنية بكل تفاصيلها “الموسيقى، الأزياء، السيارات…” على الرغم من أنها لم تولد فيها.

و الآن في يومنا هذا .. تعد لانا من مؤسسي الالترناتيف بوب و البوب الحالم و البوب السوداوي “الميلانكولي”، كما يعتبر لونها الموسيقي و نمط أغانيها مصدر إلهامٍ للكثير من المغنيين المشهورين حالياً، وأشهرهم: هالزي، بيلي ايليش، فيفث هارموني، أو/را، لورين هورايغي… وغيرهم الكثير.

Exit mobile version