حضارة الإنكا واحده من اقدم الحضارات في امريكا الجنوبية تحديداً و العالم بشكل عام . بدأت حضارة الإنكا في منطقه معروفه حالياً باسم بيرو و توسعت بشكل سريع في خلال ١٠٠ عام فقط و سيطروا على مناطق مجاوره مثل بوليفيا و الاكوادور و اجزاء من الارجنتين و تشيلي .
ابداع و إنجازات شعب الإنكا
عاش شعب الإنكا على ارتفاع عال جداً عن مستوى البحر فوق جبال الانديز و بنوا عاصمتهم علي ارتفاع ٢٣٠٠ مترا تقريباً فوق سطح البحر و اطلقوا عليها مدينة” الشمس المقدسة” و التي تميزت هذه المدينة بالاسلوب العصري المميز في البناء من قصور و معابد فخمه و حدائق و تقسيم الشوارع المنتظم داخل المدينة ولكن الاغرب من ذلك ان المدينة باكملها مبنية من احجار كبيرة الحجم و متراصة فوق بعضها بدون اي ادوات تثبيت وهذا يظهر تفوقهم المعماري في البناء والتشيد . رغم عدم امتلاكهم اي معدات او ادوات رفع لبناء مثل هذه المدينة العظيمة . حتي ان البعض اجزم انه تم بناءها عن طريق كائنات فضائيه!!
الحياة الدينية والعادات والتقاليد
اختلفت اراء العلماء حول تاريخ بناء هذه المدينة او سبب بنائها و لكن الاغلب يظنون انها لم تكن للمعيشة و انما كانت لتقديم القرابين و الوجهه المقدسة لشعب الإنكا. حيث وجد المستكشفون اعداد كبيرة من جثث النساء باختلاف اعمارهن . و بالبحث عن أسباب تقديم النساء فقط كقرابين وتضحيات بشرية تبين انه يتوافق مع معتقدات ومقدسات شعب الإنكا في عبادة الشمس وظنهم إن النساء هن بنات الشمس المقدسة وتقديمهم التضحيات البشرية بطرق كثيرة بشعه للاسترضاء الاله ” الشمس المقدسة ” لضمان الحصاد الجيد خاصةً انهم كانوا يعيشون على الزراعه وغيرها من امورهم الحياتية اليومية.
هل عرف الإنكيون الكتابة ؟
على الرغم من عظمة حضارة الانكا الا أنهم لم يمتلكوا لغة مكتوبة ولكنهم كانوا يتواصلون ويتبادلون المعلومات عبر تلك المناطق الشاسعة التي تقع تحت سيطرتهم عن طريق واحدة من أغرب طرق التواصل ألا وهي ” حبال الخيبو ” والذي وجد منها العلماء ما يقرب من 600 خيبو وهي عبارة عن حبال صوفيه معقود والمزينة برموز واشكال ادمية دقيقة و المصنوع من شعر الحيوانات مثل اللاما و حيوان الألبكه كبديل عن الكتابه و التي عجز العلماء عن فهم تلك الرموز وحل لغزها او تفسيرها حتي الان .
إرث الإنكا
يعتقد الخبراء أن هناك الكثير من خيوط الخيبو والتي تم نقل العديد منها إلى متحف برلين غير التي تم تدميرها على يد الأسبان باعتبارها طقوساً وثنيه ، لكن رابازا ، القريه التي يسكنها نحو 500 نسمة يعيشون على تربية حيوانات اللاما والماشيه و يزرعون المحاصيل توفر نموذجاً نادراً لما كانت تمثله الخيبو خلال مجد امبراطورية الانكا و تحتوي القريه علي واحده من اقدم و اخر مجموعات الخيبو والتي لا تزال تستخدم دينياً .
سقوط إمبراطورية الإنكا !
بدأت نهاية حضارة الإنكا مع اكتشاف الأسبان لقاراة أمريكا الجنوبية و رغبتهم في الاستيلاء على موارد شعب الإنكا وخصوصا مصادر مصادر المعادن النفيسة والأحجار الكريمة التي كان يستخدمها شعب الإنكا للمقايضة لعدم اعتمادهم عمله معينه و وفرة تلك المنطقه بهذه الموارد و كثرتها .
دخل الأسبان في قتال معهم ولكن الخطر الداهم كان يكمن في الامراض الاوروبيه التي يحملها الاسبان و انتشارها بسرعه في شعوب الإنكا خصوصاً مرض الجدري الذي قتل ما يقرب من ٥٠٪ من شعب الإنكا. امراض جديده عليهم لم يكن لديهم مناعه منها علي عكس الاسبان آن ذاك و جهلهم بامور الطب و عدم تقدمهم و خبرتهم في ذلك المجال و اتجاههم اكثر الي استخدام السحر و بعض الاعشاب في مقاومة الامراض .
تعد حضارة الإنكا احد اعظم و اعرق الحضارات في التاريخ . تركت لنا آثار و معالم عظيمة، وتركت لنا ايضاً الغاز واسراراً لم يتم تفسيرها حتي وقتنا هذا.