الإكتشافات العلمية الضخمة معظمها في الحقيقة يحدث بالصدفة، إكتشاف المضاد الحيوي البنسلين حدث بالصدفة البحته، إكتشاف المسكنات وحتى البلاستيك حدث بالصدفة ومثل هذه الإكتشافات تغير من حياة البشر للأبد و توضح كم أن العلم غير متوقع
كيف تم إكتشاف البنسلين؟
في الماضي لم يكن هناك علاج فعال للبكتيريا، كانت المستفشيات مليئة بالمرضى الذين يعانون من تلوث الجروح، فوقتها كانت الجروح الصغيرة يمكن أن تتسبب في وفاة الشخص نتيجة الإلتهاب، بالإضافة للإلتهاب الرئوي والحمى الروماتيزمية اللذان تسببا بنسبة عالية من الوفاة
في الثالث من سبتمبر عام 1928 عاد الطبيب ألكسندر فليمنج من عطلته وبدأ بفحص عيناته التي كان يقوم بزراعة البكتيريا عليها ليجد شيء غريب على أحد تلك العينات، وجد قطعة عفن ناتجة عن تعفن قطرات من العصير فوق تلك العينة ولكن الغريب في الأمر ان قطعة العفن تلك منعت نمو البكتيريا على تلك العينة
بالفحص وجد ألكسندر أن العفن ينتج مادة قادرة على منع نمو الكثير من انواع البكتيريا ولكن بقى التحدي وقتها هو فصل واستخراج البنسلين النقي من العفن وهذا ما أستمرت بالعمل عليه الأبحاث بعد ذلك في جامعة أكسفورد خلال الفترة بين 1939 و 1941م وبعدها بدأت الولايات المتحدة بإنتاجه خلال فترة الحرب العالمية الثانية
اما أكتشافنا الذي سنتحدث عنه اليوم هو شيء فريد من نوعه يمكن أن يكون في المستقبل القريب مدخل لعلاج واحدة من أكبر مشاكل العصر وهي السمنة
عندما بدأ علماء من جامعة بنسيلفانيا تجاربهم للبحث عن علاج لمرض السكر عثرو بالصدفة على دواء خارق لفقدان الوزن وكانو أكثر من مندهشين!
وصف العلماء تجربتهم في أحد الصحف العلمية حيث قامو بإعطاء بعض الأدوية لفئران التجارب المصابة بالسكر وذلك لإختبار فعالية الدواء لعلاج السكر ولكن حدث شيء غير متوقع فبدلاً من العلاج قام الدواء بدفع الفئران لإفراز مادة لزجة من خلال جلدها
يقول أحد العلماء “إنه يعكس الضوء، كل الفئران التي حصلت على الدواء كانت تعكس الضوء ولم أفهم في البداية ماذا يعني هذا ولكن وجدنا بعدها أن الفئران تفقد الوزن وأصبحت نحيفة”
المادة كانت تحيط بجسم الفئران من جميع الجهات وعند فحصها وجد العلماء أنها فعلاً عبارة عن دهون، الدواء يدفع الفئران لفقدان الدهون مثل العرق!
الدواء في الأصل هو عبارة عن بروتين صغير يتحكم في نشاط خلايا مناعية معينة تلعب دور في عملية الإلتهاب وتدخل بشكل أساسي في تنشيط النوع الثاني من مرض السكر، حيث كانت مهمة العلماء هي إدخال ذلك البروتين إلى جسد المريض بإستخدام ناقل معين والتحكم في تلك الخلايا وبالتالي علاج او منع النوع الثاني من مرض السكر
ولكن ما فعله هذا الدواء في الفئران هو انه نشط خلايا المناعة للذهاب للجلد و زيادة افراز الدهون والمواد الزيتية من جميع الغدد الدهنية المسؤولة عن ذلك وفي جميع انحاء الجسم بل وإفراز دهون من باقي أجزاء الجسم، في الأحوال الطبيعية تنشط تلك الخلايا فقط لمنع غذو الميكروبات للجسم وبكميات صغيرة جدا
خلال تلك التجربة فقدت الفئران أكثر من نصف الدهون البيضاء بجسدها، بالإضافة لفقدان هذا النوع الضار من الدهون الذي يحيط بأعضاء الجسم ومسؤول عن الكثير من حالات الوفاة بسبب الثمنة
قد تكون الأثار المترتبة على هذا الإكتشاف ضخمة للغاية حيث يحتاج العالم هذه الأيام لطريقة سهلة وفعالة لفقدان الدهون والتخلص من الثمنة التي تدخل كسبب في الكثير من حالات الوفاة
بالإضافة لفقدان الوزن فإن هذا الدواء يساعد على علاج بعض الأمراض الأخرى مثل الإكزيما
بالطبع الطريق لا يزال في بدايته نحتاجة للمزيد من التجارب من أجل زيادة الفعالية والسلامة ومن ثم تجربته على البشر ، العلماء حالياً يحاولون فهم طبيعة عمله كيف يقوم هذا الدواء بدفع الجسم لفقدان دهون على شكل عرق ومن ثم تحويل هذا الدواء لدواء أكثر تطور وفعالية ويمكن إستخدامه بسهولة وطرحه في الأسواق